الشوبك
الشوبك اسم عريق يدل على التاريخ المجيد الذي تتمتع به المنطقة ذات الأشجار المتشابكة والكثيفة، وذات المناخ المعتدل، وتقع في الجهة الغربية الجنوبية من المملكة الأردنية الهاشمية وهي من أهم المناطق الزراعية في المملكة حيث تشتهر بزراعة التفاح بأنواعه بعد أن نجحت زراعته فيها بشكل تجاري، لذلك استحقت أن تسمى ببلدة التفاح، والشوبك مدينة عريقة مرت عليها عدة حضارات دلت على قيمتها المكانية والتاريخية فالأدوميون أول من سكنها ثم تعاقبت عليها الحضارات. وكثير من الرحالة الذين مروا بها وصفوا طبيعتها الجميلة. ومن أهم المناطق المميزة فيها القلعة الحصينة التي بنيت على أحد جبالها والتي مثلت مركزا دفاعيا للحضارات التي استوطنتها، حيث كانت تتحكم بالطريق من الشام إلى مصر في زمن الصليبيين ومن ثم الأيوبيين والمماليك.
قلعة الشوبك :
تقع قلعة الشوبك على ارتفاع 1330 م عن سطح البحر وتبعد حوالي نصف ساعة عن مدينة البتراء على الطريق الصحراوي ويعتقد بأن منطقة الشوبك سكنت في الفترة الادومية ثم اعيد ترميمها في الفترة النبطية، ويبدو أنها استخدمت كدير صغير للرهبان حتى اعاد بناءها الأمير الصليبي بلدوين الأول حاكم الرها ومن ثم ملك القدس وذلك في عام 1115 م وقد اطلق عليها) مونتريال)إن أول من أقام قلعة الشوبك هو بلدوين الأول الصليبي ملك القدس عام (1115) م، ودعاها باسم مونتريال. ومن هذه القلعة الراسية على قمة جبل واضحة للعيان كان الصليبيون يغيرون على القوافل العربية والإسلامية التي كانت تسير بين القاهرة ودمشق والحجاز.
وقد اعتنى السلطان ابن الملك العادل الأيوبي الآتي ذكره بأمر الشوبك، فجلب إليها غرائب الأشجار المثمرة حيث تركها تضاهي دمشق في بساتينها وتدفق أنهارها ووصف هذه البلد (أبو الفداء) صاحب حماة المتوفى عام 732 ?ـ، بقوله "الشوبك بلد صغير كثير البساتين غالبية ساكنيه من النصارى وهو في شرق الأردن في الغور على طريق الشام من جهة الحجاز وتنبع من ذيل قلعتها عينان احداهما على يمين القلعة والأخرى على يسارها كالعينين للوجه وتخترقان بلدتها ومنها شرب بساتينها وهي من غرب البلد، وفواكهها من المشمش والتين مفضلة وتنتقل إلى ديار مصر. وقلعتها مبنية من الحجر الأبيض وهي على تل مرتفع ابيض مطل على الغور"، ونتيجة لكثرة الحروب وتوالي الزلازل فقد هدم قسم كبير من القلعة حتى قام الصالح نجم الدين أيوب بترميمها فكتب تاريخ ذلك على جدرانها بهذه العبارة: "بسم الله الرحمن الرحيم… هذا ما عمر في أيام مولانا السلطان الأعظم العادل الملك الصالح (نجم الدين أيوب)". وتضم القلعة تسعة ابراج منها الدائري والمستطيل والمربع، تزينها الكتابات والزخارف من الخارج ومدخلها الرئيسي في الشرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق